الفصل 3: لا تتحدثي وأنتي تأكلين


=============================

أخذ الرجل العجوز رشفة صغيرة أخرى وضحك على الفتاة التي افترست الطعام بنهم شديد. " كيف كان؟ طعام كافي؟ "

" اهمم " وضعت جو نان الطبق للأسفل ومسحت البقايا من على فمها. " شكرا لك "

في الأصل، كانت حذرة من أنه سيتم خداعها. لكن لمفاجئتها، كانت في الحقيقة وجبة مجانية!

رغم أنها كانت من الرز والفاصوليا فقط، لكنها كانت أكثر من كافية لإشباع معدتها الجائعة.

بالتأكيد، كان الرز غريبا نوعا ما، كانت كمية الملح والزيت صغيرة جدا لدرجة أن الفاصوليا كان طعمها بليد. في الظروف العادية لم تكن جو نان لتلتهم هذه الوجبة.

" با "

جو نان لم تكن تعلم الطريقة الصحية لإبداء الامتنان لذا قلدت الدراما التلفزيونية فقط. يديها كانت مشبوكة معاً وموضوعة على صدرها. " هذه المتجولة قد ووجهت بالمتاعب، وهذه الفضل سوف يكون محفوراً في قلبي "

" انسي ذلك " لوح الرجل العجوز بيده. " واصلي الأكل "

" همهم " أومأت جو نان بطريقة أنيقة وواصلت التهام بقية الطبق.

بدا أن الرجل العجوز يفكر في شيء ما، حيث كان عابساً وهو ينظر نحو الشارع. ثم صب لنفسه كوباً أخر من الشاي.

بينما يتأمل، كان إصبعه ينقر على الطاولة. كان وجه الرجل العجوز مرهق بشكل خاص بينما ينظر نحو الناس المتجولين.

تشاو قوية، ولو سقطت، تشين العظيمة يمكنها توحيد العالم. همم، يا له من مشهد سيكون هذا. لكن مع هذه الروح الكبيرة في السن، هل سأستطيع رؤية مثل هذا العالم المطمئن والآمن؟


ابتلعت جو نان بضعة كميات أخرى من الرز ونظرت إلى تعبيرات الرجل العجوز الغريبة. " مهلا، أيها الرجل العجوز، ما الذي تفكر به؟ "

سمع الرجل العجوز صوت جو نان ونظر إليها مرة أخرى. بعد أخذه لرشفة أخرى من الشاي، وضع الكوب لأسفل حيث تموجت المياه بلطف على السطح.


بعد بضعة لحظات، بدا أنه فكر في شيء ما. " إذا سألك هذا الرجل العجوز شيئا ما، هل يمكنك أن تجاوبيه؟ "

بصراحة، هذا السؤال كان بدون تفكير وهو لم يتوقع رداً عليه. نقرت أصابع الرجل العجوز على الطاولة، وبدا أنه ينظم أفكاره.

بعد فترة من الوقت، سأل ببطء، " اعتبري أنك جنرالاً، قائدة لستمائة ألف جندي، وأنتي على وشك محاصرة مدينة من السهل الدفاع عنها وفي نفس الوقت من الصعب الهجوم عليها. العدو يملك 450,000 جندي. قواتهم معظمها من الفرسان، جيدين في التقدم والانسحاب بسرعة. موقعك هو وادي جبلي، لكن عدوك متمركز على سهل جبلي مسطح. كيف ستشتبكين معهم؟ "

" أنا أقول، أيها الرجل العجوز، أنت لست جنرال أليس كذلك؟ " كانت جو نان قد أكلت ملء بطنها تقريبا ووضعت الطبق على الطاولة. كان حقاً سؤال غريب من الرجل العجوز.


هي لم تكن تعلم الكثير عن المعارك، لكن الألعاب الاستراتيجية كانت قريبة نوعا ما.

فكرت جو نان بشدة لبضعة لحظات.

" همم، حسنا 'قبل أن يتحرك الجيش، يتقدم الحب والعشب...' "

" توقفي! " عندما كانت جو نان على وشك إنهاء جملة واحدة، قاطعها الرجل العجوز بشكل غير لائق.

كونها تم مقاطعتها بهذه الطريقة كان لا يحتمل، الأكثر أنه بواسطة هذا الرجل العجوز الذي تكلم من قبل عن الاحترام. " أنت أيها العجوز، أين اح-"

" كرري ما قلتيه للتو " عبس الرجل العجوز ونظر إلى جو نان بشكل جاد.

وضعت جو نان تعبيرات منزعجة وأجابت، " قبل أن يتحرك الجيش، يتقدم الحب والعشب "

" هذه الجملة، من أين سمعتيها؟ " تجعدت حواجب الرجل العجوز بشدة وبدا رهيباً بصراحة.


" أ..." ثم أدركت أن هذه الجملة ربما لم تكن لتتواجد أبداً في هذا العالم. في هذه الحالة، هل هذا يعتبر غش؟ قالت جو نان مع وعي مذنب قليلا، " فكرت بها بنفسي "

" فكرت بها بنفسك؟ " لم يصدق الرجل هذا حقاً. " انت لا تكذبي على هذا الرجل العجوز؟ "

هذه الجملة كانت فقط أكثر جانب أساسي في الحرب، حتى في المنطق السليم. رغم أنها كانت بسيطة ومباشرة، إلا أنها لم تكن شيئا يدعو للمفاجأة.

ما فاجأ الرجل العجوز كان شيئا آخر.

في هذا العصر، لم يكن للعامة من الناس تعليماً جيداً. بالحكم من ملابسها الخرقاء وعدم امتلاكها لعائلة، فكان من الواضح أنها لم تكن من عائلة غنية. وسيكون من المستحيل عليها أن تكون قد درست المسائل العسكرية.

لكن تحت هذه الظروف، يمكنها في الحقيقة أن تفرز أساسيات التعاليم العسكرية؟

هذه الفتاة

...

ظل الرجل العجوز ينظر في جو نان.

" لا يوجد سبب يدعوني للكذب "

" هل قرأتي أي أعمال عسكرية؟ "

جو نان لم تتوقف حتى للتفكير في الأمر حيث أجابت " لا "

من سيقرأ كتب عسكرية بإرادته الحرة الخاصة؟ حتى لو شعرت أنني اريد ذلك، لن أستطيع الجلوس وإكماله.


فكر الرجل العجوز قليلا وأومأ. " يمكنك الاستمرار "

" رغم أن المعركة بين مئات الآلاف من الجنود من الواضح أنها مهمة جداً، لكن التخطيط والتنفيذ مع هذا الكم من الجنود سيكون صاعق. بسبب هذا، سوف أخذ في الاعتبار بالتأكيد قطع خطوط طعام العدو. وحتى لو لم تستطع قطع خط طعامهم، فعليك التأكد من إن إمداد طعامك في وضع آمن "

التقطت جو نان وعاء الشاي وصبت لنفسها كوب " هل هناك نهراً بالقرب؟ "


صب الرجل العجوز البعض لنفسه أيضاً. " هنالك نهر "


" نهر، هاه" وضعت جو نان يدها على ذقنها وفكرت.

" بما أن هناك نهر، سيكون من الأفضل الحفر في النهر وتجهيزه. نقل الطعام والامدادات عن طريق المياه أفضل بكثير من نقلها عبر الجبال. بهذه الطريقة نكون قد حافظنا على أمان الحب والعشب خاصتنا "

....

أومأ الرجل العجوز عند كلمات جو نان.

هذه الفتاة الصغيرة مثيرة للاهتمام حقا.


بالفعل، قبل المعركة، خط سير الأمور كان تجهيز الطرق المائية وتأمين خطوط الامدادات.

بدون أن يلاحظ، أصبحت تعبيراته جادة. هذا لم يعد الرجل العجوز الذي كان يشرب الشاي باطمئنان.

" صحيح. ثم؟ "

شعرت جو نان بهالة مهددة غامضة، لكنها استمرت " ثم، الخطوة التالية هي إغراء العدو للخارج. أولا نعلن الهجوم ثم بعد ذلك ننسحب ونغري العدو نحو الوادي. السهول هي مكان يعطي الأفضلية لفرسان العدو بشكل كبير، وسنكون في مأزق كبير إذا قاتلنا هناك. حسنا، الحل هو تغيير ساحة المعركة. لذا طالما يدخل العدو إلى الوادي، يمكننا فقط الاندفاع نحوهم بجنودنا المشاة وسوف نفوز، بهذه البساطة "

من وجهة نظرها، رغم أن تفسيرها كان ممتلئ بالثغرات، كان كافي لكي يصدقه هذا الرجل العجوز.

التقط الرجل العجوز كوب الشاي ببطء وأخذ رشفة أخرى. على مدار السنوات كانت عادته أن يقيم كل الجنرالات في البلاط. ولم يكن الأمر مختلفاً هذه المرة حيث كان يفكر في إجابتها.

الخطة لا زالت بدائية جداً، لكن الاستراتيجية بشكل عام سليمة. كاليشم، مازال يمكن نحت وتلميع التفاصيل. بالفعل، مع بعض الإضافات ستكون الخطة صالحة.

لكن ما صعقه كان أنه لم يكن جنرالاً من يقدم خطته إلى البلاط، لكن كان فتاة بدون حتى تعليم عسكري أساسي!

لم يبدو أن هذه مسألة بسيطة.



متأملاً، نظر الرجل العجوز بهدوء نحو الفتاة أمامه.

إنه سيكون جيداً كفاية إذا فكر جنرال في خطة كهذه، لكن لأن تفعل ذلك فتاة غير متعلمة، كان هذا حقاً واقع محير.

بعدما أخذ الرجل العجوز نفساً عميقاً، مد أصابعه الأربعة. كانت عيونه تحمل معنى غير مفهوم.

" أربعمائة وخمسين ألف جندي للعدو، أنتي قد أحطتي بهم واشتبكتم في قتال مباشر. وهم الان يريدون التخلص من حصارك. ماذا ستفعلي؟ "

" أوه، أنا لم أقل أبداً أنني سأقاتلهم وجهاً لوجه " ابتلعت جو نان كوب آخر ومدت إصبعيها.

" طالما يدخل العدو إلى الوادي، نحتاج فقط طريقتين بسيطتين. الجبال بها غابات، سوف نكمن لهم بالنار. الجبال بها أرض وحجارة، سوف ندحرج الصخور عليهم "


بعد ذلك، هز الرجل العجوز رأسه مع ضحكة ثم ابتسامة. لم يقل أي شيء لكن فقط أنهى شرب كوب الشاي ببطء.

وبعد وقت طويل، أخذ نفساً عميقاً.

موهبة!
لكن لسوء الحظ، إنها فتاة.



لم تأبه جو نان للنظرات الغريبة التي كان الرجل العجوز ينظر بها إليها وواصلت الأكل.

أغلق الرجل العجوز عيونه، وقلبه كان ممتلئ بالأفكار. فجأة، مثل وحي، تشكلت فكرة في قلبه. لا أحد يعلم ماذا كانت، ربما هو حتى لا يعلم.

فكرته المفاجأة أصبحت بداية قصة من ألفي سنة.

هذه الفتاة الصغيرة كانت تتجول وحدها، لم تكن تعرف حتى أين أو متى ثم قابلت هذا الرجل العجوز.

هذا قدر غريب...

فتح الرجل العجوز عيونه ونظر إلى جو نان بتحديق قوي.

" هذا الرجل العجوز هو باي كي من تشين. أيتها الفتاة، هل تكوني تلميذتي؟ "

================================

ترجمة : Ahmed Elgamal

- إن شاء معدل التنزيل فصلين في الأسبوغ على حسب المترجم الانجليزي يعني هو بطيء في الترجمة.

- وهذه الرواية تقع أحداثها في فترة الممالك المتحاربة (نفس فترة مانجا كينجدوم) بس مانجا كينجدوم مش دقيقة أوي في شخصياتها وأحداثها. على سبيل المثال: هذا الرجل العجوز باي كي هو " هاكوكي " في مانجا كينجدوم.

2018/11/01 · 1,046 مشاهدة · 1362 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024